الثلاثاء، 13 مارس 2012

التاريخ الجيولوجي


التاريخ الجيولوجي

من خلال الصخـور

حتى يتسنى للجيولوجيين الكشف عن أسرار جيولوجية عُمان، فلا بد لهم في البداية أن يحاولوا إيجاد العلاقة بين سمات وخصائص الصخور وبين العمليات التي حدثت في الماضي والتي أضفت على هذه الصخور خواصها ومميزاتها.

ومن حسن الطالع ان بعضاً من هذه العمليات يمكن أن نراه يحدث في عُمان وحولها حتى وقتنا الراهن، مما يُيسر على الجيولوجيين عملية عقد مقارنات بين الماضي والحاضر.

والواقع، فان عُمان لا تقع حالياً على تخوم احدى الكتل القارية، ولكنها كانت كذلك في الماضي السحيق. ولذا نجد أن جزءاً كبيراً من صخورها قد تكون أصلا في بيئة وظروف مغايرة لما هو عليه الحال الآن. وقد تكوّنت هذه الصخور أصلا في أعماق باطن الأرض حيث ينشأ عن ارتفاع درجة الحرارة تحوُل الصخور الى مواد سائلة أو صهارة. وبعد أن تبرد الصهارة تتصلد المعادن المكوّنة لها وتتبلّر وتُكوِّن الصخور البلورية.

والصخور البلورية شائعة ومنتشرة في عُمان وتأخذ شكلاً متميزاً ومختلفاً عن الصخور الأخرى المعروفة بالصخور الرسوبية التي هي عبارة عن طبقات رسوبية ترسبت على الأرض أو في قيعان البحار القديمة. وتنشأ الرواسب بفعل عوامل الحت والتعرية التي تتعرض لها الصخور (مثل الاحجار الرملية والطمي)، او بفعل بعض العمليات الكيميائية والبيولوجية (مثل الحجر الجيري والدولوميت والجبس). وترسبت الطبقات الرسوبية على فترات متقطعة كما هو عليه الحال اليوم، وتتفاوت مراحل ترسب كل طبقة تفاوتاً شاسعاً وتستغرق فترات زمنية متباينة، فتارة نجدها تستغرق مرحلة جزرية واحدة، وتارة أخرى نراها تمتد طيلة عصر جليدي بأكمله، وكذلك فان الاسطح التي تفصل بين مختلف الطبقات تمثل هي الأخرى فجوات زمنية متباينة طويلة كانت أو قصيرة.

 

هناك تعليق واحد: